الجزائر في 2018/6/7
وفي إطار مواصلة سلسلة المقابلات الدورية مع أعضاء الحكومة الجزائرية ورؤساء الدوائر الحكومية وممثلي المجتمع المدني، اجتمع سعادة السفير الدكتور محمد حسن بمعالي وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد عبد القادر بن مسعود بمقر الوزارة بتاريخ 2018/6/7
يندرج هذا اللقاء في إطار تعزيز التعاون الجزائري اللبناني وتطويره ضمن رؤية جديدة وبعث النشاط والحيوية الاقتصادية في العلاقات الجزائرية اللبنانية في مجال السياحة والصناعة التقليدية والسعي لإنشاء لجنة جزائرية لبنانية مشتركة لترقية الاستثمار السياحي في البلدين
استهل معالي الوزير اللقاء بالتطرق إلى شرح برنامج الحكومة الجزائرية الرامي الى الدفع بقطاع السياحة في الجزائر لجعله أحد الروافد الأساسية في تنويع الاقتصاد الوطني الجزائري، مبرزاً ضرورة تكثيف العمل لتجسيد هذا البرنامج حيث أنه سيتم رسمياً جلب الخبرات الأجنبية للاستعانة بهم في تكوين الإطارات الجزائرية سواء في المؤسسات العمومية والخاصة، بهدف تحسين خدمة استقبال السيّاح ورفع مستوى الخدمات وتشجيع الاستثمار للنهوض بقطاع في الجزائر
أعرب الوزير عبد القادر بن مسعود عن اعتزازه بعمق العلاقات الجزائرية اللبنانية وأواصر الأخوة التي تجمع البلدين الشقيقين وأبدى اهتمامه البالغ بالتجربة اللبنانية في مجال الاستثمار السياحي وترقية الوجهات السياحية الطبيعية المطّلة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط (الشواطئ العذراء) والتسيير الفندقي وأنواع السياحة الساحلية والجبلية والخدمات، معترفاً بأن لبنان أصبح مرجعاً في مجالات السياحة والخدمات ومثالاً يقتدى به.
أضاف معالي الوزير، في السياق ذاته، أن الجزائر تتعطش لاستثمارات سياحية كبرى تعوّض تراجع مداخيل البلاد من النفط والتي تسببت في هزات للاقتصاد الجزائري خاصة أن الجزائر تزخر بمقوّمات ومؤهلات طبيعية وأن موقعها الاستراتيجي ومساحتها الكبيرة كأكبر وطن عربي وكذا الأمن والاستقرار الذي تنعم بهما يمكنانها من دفع مجالات الاستثمار وفق التسهيلات الكبيرة المتوفرة والإرادة السياسة الجادة لدى قيادة البلاد، لهذا هي تطمح للاستفادة من التجربة والخبرة اللبنانية الرائدة في المجال السياحي.
أشاد سعادة السفير الدكتور محمد حسن بالعلاقات الأخوية اللبنانية الجزائرية ووصفها بالعريقة والقويّة والتي ترتكز على القواسم التاريخية والطبيعية المشتركة بين البلدين وهي قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك وأن لبنان صغير بحجمه لكنه كبير بإرثه الحضاري وغني بمثقفيه وبموارده البشرية، كما عبّر عن ثقته الكبيرة في جدّية المستثمرين اللبنانيين وفي قدرة البلدين والشعبين على تعزيز العلاقات الثنائية بينهما في كافة المجالات.
قام سعادة السفير أيضاً باطلاع الوزير على جملة المساعي التي بادر بها منذ توليه مهامه في الجزائر والتي تتمثل في:
تسهيل ملف التأشيرة وتسليمها في ذات اليوم بعد استكمال الإجراءات الإدارية والأمنية
توفير 03 رحلات جويّة مباشرة في الأسبوع حالياً بين الجزائر ولبنان عوضاً عن اثنين وترقب زيادة تنشيط الحركية السياحية برفع عدد الرحلات الجوية لتصبح رحلات يومية تسهيلاً لظروف التنقل بين البلدين
المساهمة في استقطاب اللبنانين نحو الجزائر كوجهة سياحية لاكتشاف موروثها اللامادي وجمال مؤهلاتها الطبيعية العذراء
حثّ رجال الاعمال اللبنانيين على الاستثمار في الجزائر واعتبارها وجهة اقتصادية تحتاج الى استثمارات كبيرة تجعل منها قبلة السياحة والاستثمار في المغرب العربي الكبير
كما أكّد سعادة السفير لمعالي الوزير أن هذه الأهداف والطموحات ستجسّد على أرض الواقع بتظافـر جهود البلدين عبر:
التوقيع على مذكرات تفاهم واتفاقيات تسمح بوضع برنامج للتعاون الثنائي وتشكيل لجان ثنائية من البلدين تدرس سبل مدّ جسور الشراكة التعاون بين متعاملي قطاع السياحة.
إرسال بعثات من الجزائر للتكوين في لبنان ودعوة بعثات من لبنان للاطلاع على مجالات الاستثمار في الساحل الجزائري والمدن الداخلية والصحاري والحواضر الكبرى
فتح فرص الاستثمار لرجال الأعمال اللبنانيين بالجزائر وتكثيف تبادل الخبرات
تكثيف المشاركات في المعارض السياحية الدولية المقامة في كلا البلدين، على سبيل الذكر الصالون الدولي للسياحة والأسفار الذي يقام سنوياً في الجزائر، سيكون لبنان ضيف شرف في طبعته لعام 2018.
المشاركة في المهرجانات الفنية والثقافية والعمل على دعوة أكبر عدد من الفنانين والفرق الفلكلورية لاستقطاب السيّاح من كلا البلدين.
في نهاية أطوار اللقاء (الذي استمر لساعة ونصف) أبدى الطرفان رغبتهما المشتركة في بعث وتطوير التعاون الجزائري اللبناني في شتى المجالات وفي مجال السياحة والصناعة التقليدية على وجه الخصوص، واتفقا على ضرورة مواصلة الجهود وتكثيفها لرفع وتيرة التعاون الثنائي والعمل سوياً على بناء شراكة هادفة في قطاع السياحة تخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين