مراسيم احتفالية غرس شجرة "الأرزة" في "حديقة بيروت" بالعاصمة الجزائرية

+ - Bookmark and Share

الجزائر في 2018/09/05

بمناسبة اختتام فعاليات "المخيّم الكشفي العربي الثاني والثلاثون" الذي استضافته الجزائر من 2018/08/25 لغاية 2018/09/05 من تنظيم الكشافة الاسلامية الجزائرية بالتعاون مع الإقليم الكشفي العربي، وحضور 1200 مشارك من الدول العربية تحت شعار " الحلم العربي".
 
وقبيل مغادرة 
وفد اتحاد كشاف لبنان أرض الجزائر، نظّم سعادة السفير الدكتور محمد محمود حسن يوم الأربعاء الواقع في2018/09/05 احتفالية خاصة على شرف الوفد الكشفي اللبناني، جرت مراسيمها في "حديقة بيروت" الكائنة في شارع تيليملي - الجزائر العاصمة، وهي مبادرة أخويّة طيّبة تكرّم بها سعادة السفير تخليداً لمشاركة الكشافة اللبنانية في هذه التظاهرة العربية الفريدة وترسيخاً للروابط المتينة والمستديمة التي تجمع البلدين الشقيقين الجزائر ولبنان.

حضر مراسيم الاحتفالية عدد من الرسميين الجزائريين (ممثل عن والي الجزائر، ممثلين عن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، بعض رؤساء اللجان في المجلس الشعبي الوطني الجزائري، رئيس بلدية الجزائر الوسطى، وفد محافظة الغابات)، قادة وأعضاء وفـد إتحاد كشاف لبنان، القائد العام  للكشافة الاسلامية الجزائرية، أفراد الجالية اللبنانية المقيمة بالجزائر وعدد من وسائل الإعلام الجزائرية المرئية والمكتوبة. 

استهلت مراسيم الاحتفالية بعزف النشيدين الوطنيين اللبناني والجزائري، وتأدية براعم الكشافة اللبنانية الوعد والتحية الكشفية للحضور، تلاها إلقاء كلمة من قبل ضيوف الشرف وهم على التوالي:

القائدة لينا خوري، رئيسة الوفد الرسمي لاتحاد كشاف لبنان *

القائدة دينا أسومة، عضو اللجنة الكشفية العربية لتنمية المجتمع *

 كلمة الدكتور عاطف عبدالمجيد، الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية، قال فيها "إن شجرة الأرز المتوسطية عانقت شجرة الأرز الأطلسي بحديقة بيروت وعلى أرض الشهداء لتعزز التلاحم بين البلدين"، مشيراً إلى أن اللون الأبيض والأحمر والأخضر لا نجده إلاّ في العلمين اللبناني والجزائري  


 
كلمة السيد محمد بوعلاق، القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية، التي نوّه فيها بمستوى العلاقات التاريخية التي تجمع الجزائر ولبنان من حيث المقاومة والصمود والنخوة العربية والدفاع عن قضية فلسطين، مضيفاً أن ما فرّقته السياسة جمعه المخيم الكشفي العربي الذي بعث الأمل ووضع حداً للإحباط ليجتمع الشباب العربي ويصنعوا الحلم العربي على أرض الجزائر. ختمها بالقول: " إن شجرة الأرز الأطلسي تستقبل شجرة الأرز اللبناني».


كلمة السيد عبد الحكيم بطـاش، رئيس بلدية الجزائر الوسطى، التي قال فيها: "أن الكشافة الإسلامية الجزائرية مدرسة تربوية وقد أضحت فاعلاً من فواعل المجتمع المدني.. وأن هذه الهيئة، التي تحضن كل الأجيال ومنذ أن استلم قائدها العام محمد بوعلاقالمشعل، قد خطت خطوات كبيرة خاصة وأن عدد أفرادها قد تضاعف بنسبة كبيرة وهذا راجع إلى السياسة الحكيمة وطريقة التسيير الإداري داخل القيادة العامة، وعلينا ترسيخ ثقافتها في مجتمعنا وستكون إدارتنا تحت تصرف القيادة العامة للكشافة الجزائرية وتهتم بكل انشغالاتهم، خاصة تلك المتعلقة بالبرامج والنشاطات وذلك بالتنسيق مع المدير العام وكل أفراد طاقمه بغيةتطوير وتكوين الشباب وترسيخ ثقافة الكشاف لدى أفراد المجتمع. وبخصوص غرس شجرة الأرز بحديقة بيروت، صرّح أن هذه الشجرة تعبّر عن مدى تقارب وصداقة الشعبين الجزائري واللبناني.


نص كلمة سعادة السفير

 


{
 
أن مِيلادِ فَجْرٍ دِبْلُومَاسِيٍ لُبْنَانِيٍ جَدِيدٍ على أرضِ الجَزَائرْ، يَنْطَلِقُ مِنْ الأرضَيِّةِ الصُلْبَةِ للعلاقاتِ الجزائريةِ اللبنانيةِ الوَثيقَةِ بإمْتيازْ، والتي يَطْبَعُهَا التَطابُقِ التَّامْ في مُخْتَلَفِ المَسائِلِ السَيّاسيةِ والإسْتراتيجيةِ الوطنيةِ، والإقليميةِ والدَّوليةِ.

أن هذا التَطَابُقِ في الرؤيةِ سَتُعزِّزُهُ الإرادُة الواضِحَةْ في الإنْتقالِ لتَرْجَمَتِهَا في الواقعِ الإقتصاديِ للبلدين الشقيقين، خَاصةً في المَجالاتِ الزراعيةِ والسيَّاحيةِ والمصرفيَّةِ، بحكم القُدُرَاتُ والإمْكَانياتُ التي  تُتُيحُ لكلا البلدين الشُروعَ في تَجْسيدِ مَشارِيعَ مُشْتَرَكَةٍ مُتَمِيِّزَةٍ وإسْتثنَائيةٍ تُلَبِي إحتياجاتهما حَاليًّا ومُستقبلاً.

إن شِعَارِ «الحُلًمُ العَرَبَيُ» في مَعانيهِ ورَمْزيِّتِهِ البَليغَةِ، يُقَدِمُ صورَةَ الأَمَلِ الناصِعِ الذي يَنْطَلِقُ من الجزائرِ التي عَهِدْنَاها مِضْيافَةً لِكلِّ العَرَبِ، نَحنُ على ثقةٍ بأنَ العنوانَ الذي أُقيمَ تَحتَ شِعارِهِ هذا المُخيَّمُ الكَشْفِيُّ العرَبيُّ، سَيَكُونُ الأمَلَ المَنْظورَ الذي تَتَطَلَعُ إليهِ الأمةُ العربيةُ، والجزائرُ مُؤهلةٌ لِيكونَ لَهَا القِسْطُ الأَوفَرُ في صناعةِ الحلمِ العربي، بإرادةِ وهِمَّةِ شَبابِها ومُثَقَفِيهَا».

قَبْلَ نُزُولِ وَفْدِ الإتِحَادِ الكَشْفِيِّ الْلُبْنَانِيْ بأرْضِ الجَزائِرْ، كَانَتْ قَدْ سَافَرَتْ شُجِيْرَةٌ بَهِيِّةٌ خَالِدَةٌ لِتَسْبقَهُمْ ولِتَسْتَقْبِلَهُمْ ولِتَسْتَقِرَ بأرْضِ الجَزائِرْ، إِنْهَا شجرة «الأَرْزَةَ» التيْ سَتغرِسُ  بحَديقَةُ بيْروتْ بأرض الجزائر المجيدة بتاريخها وشعبها وعظمائها، والتي تستحق أن تغرس بها شجرة «الأرز»، ومعها كل المعاني الخالدة  التيْ تَرْمُزُ إلَيْهَا في أَبْعادِهَا الروْحيةِ والإنْسَانيةِ والتارِيخيةِ العَميقَةْ.

أنه علينا الاستلهام من خصائص شجرة الأرز من خلال نظامها الدفاعي الذاتي ضد أي هجوم، لنجعل من أمتنا العربية محصناً قوياً دائم الإخضرار يُسْتَنْبَتُ في أَجْيَالِ شَبَابِنَا مَعَانِيَ النُمُوِ والشُموخِ والتَّجَذُرِ والإمِتِدِادِ الحَضارِي التيْ تَتْصِفُ بِهَا شَجَرَةُ الأَرْزَ.

لِنَجْعَلَ مِنَ غرس شَجَرُةِ «الأَرْزَ» مَعْبَرًا رَاقِيًّا لتَنْميةِ العَلاقاتِ وتَعميقِ أواصر المَحَبَةِ والأُخوةِ بَيْنَ لُبْنَانْ والجَزائِرْ وسَائِرِ البُلْدَانِ العَرَبيةِ 
}. 

أجمع الحضور في كلمتهم على تقديم عبارات الشكر على الدعوة لهذه المبادرة الطيّبة من سعادة السفير الدكتور محمد محمود حسن وعبّروا في فحواها عن بالغ الامتنان والتقدير على حسن الاستقبال والتكريم، كما ثمنوا جهوده على كلّ ما قدّمه من اهتمام وترحيب.

انتقل جمع الحضور إلى الحدث الأهم في الاحتفالية وهو غـرس شجرة "الأرزة" القادمة من لبنان على أرض الجزائر الطيّبة الطاهرة، وقد وقع الاختيار على "حديقة بيروت" بالعاصمة الجزائرية ليرتبط اسمها بالأرزة هذه الشجرة العظيمة الخالدة بكل أَبعادها الروحية والتارِيخية الَعميقة والمعاني التي ترمز إليها. في المقابل تمّ بجانبها غـرس شجرة الأرز من الأطلس الجزائري بمبادرة من السلطـات الجزائرية ممثلة بالسيد عبد الحكيم بطاش، رئيس بلدية الجزائر الوسطى كعربون محبة ومودة بين الشعبين الشقيقين.

تواصلت مراسيم الاحتفالية بدعوة الضيوف الكرام إلى مأدبة عشاء على شرفهم قدّمت فيها أشهى أطباق المطبخ اللبناني وأفخر الحلويات من دار الحلاب استمتع بها الحضور على أنغام التراث اللبناني الأصيل والأغاني الوطنية.

وفي الختام، كرّم سعادة السفير أفراد الوفد الكشفي اللبناني بشهادات تشجيعية، راجياً منهم تقديم مجهود أكثر للكشافة اللبنانية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة، وقد ختموا بدورهم برنامجهم الكشفي في الجزائر بمفاجأة سعادة السفير باحتفال عيد ميلاده الـ50 في جوّ يملؤه السعادة والفرح، متمنيين له كل السعادة في حياته والنجاح والتألق مستقبلاً.

 

وعلى هامش الاحتفالية، صرّحّ سعادة السفير الدكتور محمد محمود حسن، للصحافة (جريدتي "الحوار" و "الشعب" اليومية) بالتالي:

أن الكشافة العربية هي الحاضنة للشباب العربي من خلال التقارب والتعارف وبناء الجسور بين البلدان، مشيراً أن الجزائر قد نجحت بإمتياز في احتضان الطبعة الـ32 من المخيم العربي الكشفي التي كانت رائعة وناجحة بكل المقاييس، وهي الأمل في صناعة المستقبل الواعد، وإن الحلم العربي سيتحقق بإرادة الطلائع الشبانية التي احتضنتها أرض الأبطال والشهداء الأطهار، واصفاً الجزائر بأنها  بيت فسيح لجمع الشمل العربي والإسلامي والإفريقي، وعنوان لقدوة يحتذى بها في تحقيق الاستقرار.

مضيفاً أن الدورة التي استضافتها الجزائر، والتي لقى فيها الوفد اللبناني اهتماماً وترحاباً كبيرين منذ وصوله إلى أرض الشهداء، قد عبّرت على مدى حب وتعايش الشعوب العربية فيما بينها فمن خلال هذا المخيم الذي جمع 16 دولة عربية مشاركة بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا كضيفا شرف، حيث عبّر كل المشاركون عن أفكارهم وعرّفوا بعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم الحضاري المتنوع.

كما نوّه سعادة السفير بالنتائج الإيجابية للقاء الذي جمعه أمس مع وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزقي، بحيث لمس من خلاله الخطوات الكبيرة التي خطتها الجزائر في تحقيق أمنها الغذائي والفلاحي، وأملاً ببناء شراكات رائدة في حوض المتوسط وتعزيز وتطوير الحضور الفاعل للكفاءة اللبنانية بالجزائر في المجالات الفندقية والمصرفية والمعلوماتية والاتصالات، كما دعى رجال الأعمال اللبنانيين للمساهمة في تعزيز ذلك بما يحوزون عليه من مهارات وتحكم تكنولوجي وتقني، وكذا حاجة الأسواق اللبنانية للمنتوج الفلاحي الجزائري الذي يتميز بالجودة  والسلامة والنقاء مما يجعله موضع أفضلية في الطلب على مستوى الأسواق العالمية واللبنانية خاصة.


آخر تحديث في تاريخ 24/09/2018 - 05:06 م
جميع الحقوق محفوظة     |  اشعارات قانونية  |  من نحن  |  للاتصال بنا  |  خريطة الموقع